أعرف أن الحب
لا يرتبط بمكان
ولا حتى زمان
وأعلم أن الحب
ليس محصورا
ولا محددا
بفلان أو فلان
يوما بعد يوم
أستنتج
أني أحببت فعلا
أحببت قبل حبي الذي اعتبرته الأول
ولحظة بلحظة
بعد مراجعة حلقات مسلسل أيامي
لحظة بلحظة
مع أني نسيت الكثير منها
لكن
اكتشفت أن حبي الذي سميته الأول
كان طارئا على حياتي
نعم لم يكن الأول
عرفت أن البعد فراق
ومن يطرق الأبواب وإن كان غريبا
لا بد يوما من أن تنفتح له يوما
فطرقها مرات لا تحصى
ينتج عنه الإستقبال
والزائر المتطفل
خطط
وعن سابق تصميم
خطط مسبقا
وطويلا
للسكنى في قلب قلبي
وللأبد
لكن رحمة الله واسعة
والحمد مني له محدود
عرفت أنها رحلة من كثيرات مثيلاتها في الحياة
وأدركت أنها كانت محفوفة بالمخاطر
وأيقنت أني أحببت إنسانة أغلى من الحياة
زينت صورتها صدر قلبي 0000000
يعطيني اسمها أمل الحياة
نرجسيتها شعشعت أنوار عقلي
بريق عينيها يسافر بي نحو السماء
زينت لي ضحكاتها ردهات قلبي المتفرقة
وطربت لسماع نغماتها فرحا وأنسا
وترائى لي طيفها يتلألئ ويتمايل عشقا ومحبة
وتلونت حدائق عمري الفتي الغض الطري
بتلاوين عينيها
ربيعا مشرقا
واضحا جلي
...
...وفجأة...
غيوم تظهر في أفق حياتي
تعكر صفو جمالها
تتزين متزركشة بألوان خداعة
تتقرب مني
تلاطفني
تدغدغني
تجمل لي نفسها
وتراقص أفكاري
تنثر فوق بستان عمري وحدائقي
رذاذ عطر مسكر
يمطر في حياتي
ناثرا بيني وبين ذاتي
حجابا رقيقا شفافا
جعلني أفقد بعضا من نفسي
وأعود إليها أحيانا
...
لكن أمطارا غزيرة هطلت
وأظلمت معها إشراقتي
ونفنفت ثلوج سوداء
غطت ربيع عمري الأخضر
وحبست تحت سوادها
مدة من الزمن
فصرت أسيرا للشيطان
يومها
صرت أحلق في شوارع حينا
أحس بها تراقبني
تنتظرني على شرفة منزلها
فتسرح في مخيلتي أفكار وأفكار
كنت أركب دراجتي وأطير
أحاول أن أبلغ عنان السماء بالدراجة
يا لصغر ومحدودية تفكيري
لكن الحب يعمي
ويذهب النور من القلب
أحيانا
أتنقل بين الشوارع فرحا مرحا مختالا
فهي تراقبني
وأنا أشعر بخيلاء وكبر
من مثلي
يطير على دراجة هوائية
ومعشوقته تنظر إليه بإعجاب وفرح
صرت أصول وأجول على صهوة دراجتي
لا أدري كيف أستعرض
وفجأة
يأتي المجهول
وتصدمني سيارة
آه ما أصغر عقلي
أموت من أجل الإستعراض
آه من شدة ألمي
أحمل أمتعتي وأعود إلى المنزل
وأنا منكسر الخاطر
بعد يومين
أعدت الكرة
وأصابني ما أصابني من الفخر
قابلتني بابتسامتها
سحرت لبي وفقدت عقلي
وصرت أحلق من جديد
ومشت بجانبي برهة من الوقت
لكنني
أصبت بما أصابني
شردت من جديد
وصدمتني سيارة
قررت ان أبتعد
لكن هيهات
فالحب يطير الألباب
وكان يوم الفاجعة
وأنا أصول بين مسارات الشوارع
أطير بين شوارع حينا والحي المجاور
وأرقبها على شرفة منزلها تنظر إلى مجنونها بفخر
وأسرع من جديد
أترك المقود
أقف رافعا يدي مستعرضا مهاراتي
وبين لحظة ورفيقاتها
كنت أسبح على الأرض وأقبل الزفت الأسود
وأعانق التراب على جانب الطريق
حمدا لله
دراجتي أصبحت في خبر كانت
ولطف الله أنقذني
من تحت دواليب سيارة bmw كانت ستمعسني
وكنت سأصبح منتحر الحب
لملمت نفسي وما تبقى من دراجتى حينها
أوقفت سيارة سرفيس
وعدت إلى المنزل
ومن يومها
أغلق تلك النافذة المفتوحة في قلبي
وقلت
أحب حياتي أكثر من من اعتبرتها حياتي
وعلي أن أتجنب النحس
كان اسمها زينب
لكنها لم تكن زينب
أحسست أنها بومة
تزغرد في فضاءات قلبي نعقا
وتنعق في جنباته عويلا وعواءا
أيقنت أني أخطأت الإختيار
وأعرضت عنها
وصرت كلما وصلت إلى مفترق الطرق قرب بيتها
أتلو ما تيسر من الآيات والأدعية
وأحمد الله على نجاتي من تلك المصيبة الجلل
قلت فيها ما ليس فيها
(ز)ينت صورتها صدر قلبي
(ي)عطيني اسمها أمل الحياة
(ن)رجسيتها شعشعت أنوار عقلي
(ب)ريق عينيها يسافر بي نحو السماء
عن جهل أو قلة معرفة لا أدري
لكن طالعها علي كان أصعب ما صادفت
أخبرتها أني أنسحب من حياتها
طلبت منها في رسالتي الأخيرة أن تحرقها وكل ما سبقها من رسائل
ندمت بعدها
فأفكاري التي أرسلتها لها
لم أترك عندي مسودتها
لكني أعود وأصلي
وأشكر الله كثيرا
قياما وقعودا
وأحمده
وأصلي
كابوسها زال عني
رأيتها مجددا
تعمل في السوبر ماركت تحت منزلها
لكني لم أكترث
كنت قد استعذت بالله رب العالمين
وهو خير معين
تحياتى